إلى الخير
ورَغْبَتِه فيه وأَنَّه من السَّابقين إِلى فعل الخير، أَمَّا التَّأَخُّرُ فإِنَّه
يدلُّ على الكسلِ وعدمِ الرَّغْبةِ في الخير ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ» ([1]). ولأَنَّ التَّأَخُّرَ والتَّكاسُلَ مِن صفات المنافقين،
قال تعالى: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ
إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ﴾ [التوبة: 54]. أَمَّا التَّقدُّمَ إِلى الصَّفِّ الأَوَّلِ والقُرْبِ مِن الإِمام
فهذا دليلٌ على الرَّغْبة في الخير والبراءَةِ من النِّفاق. والله أَعْلم.
حديثُ: «مَن أَمَّ قومًا ولم يَدْعُ لهم فقد
خَانَهُمْ» ([2])
س259-
سمعتُ حديثًا عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ أَمَّ قومًا ولَمْ يَدْعُ
لَهُمْ؛ فَقَدْ خَانَهُمْ»؛ ما هو هذا الدُّعاءُ؟ وهل يجزئُ أَنْ يقولَ الإِمامُ:
﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي
ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة:
201] ؟ وهل هذا الدُّعاءُ صحيحٌ؟
* هذا الكلامُ محلُّه في القنوت في الوتر، وذلك بأَنَّ الإِمامَ إِذا كان يقنت بالمصلِّين في الوتر في صلاة التَّراويح، أَوْ حيث شُرِعَ القنوتُ في الفريضة إِذا نزل بالمسلمين نازلةٌ؛ فإِنَّ الإِمامَ يأْتي بضميرِ الجميع، والمَأْمومون يُؤَمِّنون على دعائِه، فيقول: اللهمَّ اهْدِنا فيمَن هَدَيْتَ، وعافِنَا فيمَن عَافَيْتَ، وتَولّنَا فيمَن تولَّيْتَ...، وهكذا في كلِّ دعاءٍ في القنوت بجماعةٍ يكون بضمير الجمع؛ لأَنَّه له وللمَأْمومين، ولأَنَّ