«ولما
احتلم عَمْرُو بنُ العَاصِ رضي الله عنه في السَّفر، ولم يكن عنده إلاَّ ماءٌ باردٌ،
فخَشِيَ على نفسه؛ تيمَّم وصلَّى بأَصْحابه، ولما قَدِمَ على النَّبيِّ صلى الله عليه
وسلم؛ ذكَر ذلك له، فأَقرَّه على ذلك» ([1]).
الحاصلُ:
أَنَّه إِذَا بَلَغَ الأَمْرُ للخُطُورة، وليس عنده ما يُسخِّن به الماءَ، ولا ما يَسْتَدْفِئُ
به، ويخشى على نفسه لو اغتسل بالماءِ الباردِ أَنْ يُصَابَ بالمَرَضِ؛ فإِنَّه يَعْدِلُ
إِلَى التَّيمُّم؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾
[التغابن: 16]، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ﴾
[النساء: 29]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78]، والله أعلم.
****
([1])أخرجه: أبو داود رقم (334)، وأحمد رقم (17812)، والحاكم رقم (629).
الصفحة 4 / 577