فهذا مِن الشَّيْطان؛ فإِنَّه يُثبِّط عن الطَّاعة، ويُثْقِلُها
على العبد، ولا سيَّما الصَّلاة.
قال
اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 45- 46].
فأَخْبر
أَنَّ الصَّلاة كبيرةٌ؛ إلاَّ على الذين يخشون اللهَ سبحانه ويخشعون له؛ فإِنَّ اللهَ
يُسهِّلها عليهم، وتصبح نعيمَ قلوبِهم وقُرَّةَ عيونِهم؛ كما كانت قُرَّةَ عينِ النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم، وكان يستريح في الصَّلاة؛ لأَنَّه يتلذَّذ بها، وهي خفيفةٌ عليه،
طيِّبةٌ بها نفسُه، وهكذا كلُّ مُؤْمنٍ يناله مِن هذا الوصفِ، بحسب إِيْمانه وتَقْواه،
وإِنَّما تَثْقُلُ الصلاةُ على المنافقين.
قال
تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى
ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ
إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142]. وقال تعالى: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ
إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ﴾
[التوبة: 54].
وقال
صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلَ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ
وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا»
([1]).
فعليكَ أَيَّها السَّائِلُ بالاستعانةِ باللهِ عز وجل، والحِرصِ على أَداءِ الصَّلاة، والإِقْبالِ عليها، وعند ذلك؛ يتولَّى عنك الشَّيْطانُ، وتَسْهُلُ عليك الصَّلاةُ، وتَأْلَفُها نفسُك، وتَقِرُّ بها عينُك إِنْ شاءَ اللهُ، ويُذْهبُ اللهُ عنك هذا الثَّقل وهذا التَّعبُ الَّذي تذكره عند الوضوءِ وعند الصَّلاة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (657)، ومسلم رقم (651).
الصفحة 10 / 577