×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

حُكْمُ التَّرديد خلفَ المؤَذِّن والذِّكْرِ بعد الإِقامة

س104- ما حُكْم التَّرْديد خلفَ المؤَذِّن؟ وهل يُشرع ذِكْرٌ بعد الإِقامة أَمْ لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

* المشروعُ متابعة المُؤَذِّن؛ بأَنْ يقول السَّامعُ مثلَ ما يقول المُؤَذِّنُ مِن التَّكْبير والتَّهْليلِ وغيره مِن أَلْفاظ الأَذان إلاَّ في الحَيْعَلَتَيْنِ، فإِنَّه يقول: لاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ، وكذا تُشرع متابعةُ أَلْفاظِ الإِقامة؛ لأَنَّها أَذانٌ، أَمَّا الدُّعاءُ بعدها؛ فلم يثبت فيه شيءٌ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

حُكْمُ تَأْخيرِ الأَذان بتَأْخير الصَّلاة

س105- هل يُشرع تَأْخِيرِ الأَذانِ بتَأْخيرِ الصَّلاة؟ وهل يصحُّ الاحتجاجُ بحديث «أبْرِدُواْ»؟ أثابكم الله.

* نعم؛ يُشرع تَأْخيرُ أَذانِ الظُّهْرِ في شِدَّة الحرِّ في الصَّيف، حتَّى يحصلَ الإِبْرادُ الذي أَمر به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت؛ رِفْقًا بالنَّاس؛ لأَنَّه لو قدم الأَذانَ؛ لحضر النَّاسُ إِلى المسجد، وخرجوا في شدَّةِ الحرِّ، فلم يحصل المقصودُ، وقدْ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([1]) وهذا مِن الرِّفْق بالأُمَّة، ومِن يُسْرِ هذه الشَّريعةِ السَّمْحاءِ؛ فلله الحمدُ والمِنَّةُ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (536)، ومسلم رقم (615).