كما قال النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم: «فَلاَ يَنصَرِف حَتَّى يَسمَعَ صَوْتًا أو يَجِدَ رِيحًا»
([1]) دلَّ على أَنَّ مَن
انتقض وضوؤُهُ يقينًا؛ أَنَّه ينصرف ولا يبقى، وإِذا لم ينصرفْ لمَا ذَكَرْتَ مِن ضيقٍ
أَوْ مِن كثرة الصُّفوف؛ فإِنَّه لا يجوز له أَنْ يستمرَّ في الصَّلاة، فإِن قَدَرَ
أَنْ ينصرفَ؛ فإِنَّه ينصرف، وهذا هو الذي يقوم عليه الدَّليلُ، وإِنْ كان لا يقدر
أَنْ ينصرفَ؛ فإِنَّه يجلس إِلى أَنْ تَحِيْنَ له الفُرْصَةُ للخروج، والله تعالى أَعْلم.
حُكْمُ إِكْمال الصَّلاة مع العلم بانتقاض الوضوءِ
س191-
أُقِيْمَتِ الصَّلاةُ وأَنَا في الصَّفِّ الأَوَّلِ خلفَ الإِمامِ وصَلَّيْتُ ركعةً
واحدةً لكنَّني تَذكَّرْتُ أَنَّ وضوئِي قد انتقض، فلم أَدْرِ ماذا أَفْعلُ وأَنَا
في الصَّفِّ الأَوَّلِ، فأَكْمَلْتُ معهم الصَّلاةَ فماذا يجب عليَّ حينما ذَكَرْتُ
أَنَّ الوضوءَ قد انتقض، وهل صلاتي صحيحةٌ في تركي تخطِّي رِقابِ النَّاس أَوْ أَنَّها
غيرُ صحيحةٍ؟
*
صلاتُك غيرُ صحيحةٍ على كلِّ حالٍ، لأَنَّك على غير وضوءٍ فلا
تصحُّ منك الصَّلاةُ؛ لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ
فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ
وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ﴾ [المائدة:
6] الآية.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» ([2])، وما فعلتَه من الاستمرار في الصَّلاة بعد عِلْمِكَ أَنَّكَ لستَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (137)، ومسلم رقم (361).