×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

عن الذَّنْب، والعَزْمُ إلاَّ يعودَ إِليه، والنَّدَمُ على فِعْلِه، وإِنْ كانتِ التَّوبةُ مِن ظُلْمِ مخلوقٍ فلابدَّ مِن شرطٍ رابعٍ وهو طلبُ المسامحةِ مِن ذلك المخلوقِ ورَدُّ مَظْلَمَتِه عليه إِنْ كانتْ مالاً، وتمكينُه مِن القِصاص إِنْ كانتْ جِنايةٍ يُشْرَعُ فيها القِصاصُ، والله أَعْلم.

حُكْمُ صلاةِ التَّسابيح

س215- لقد قَرَأْنَا كثيرًا في بعض الكتُب عن صلاةِ التَّسابيح وعن اختلافِ الأَئِمَّةِ في صِفَتِها وعددِ ركعاتِها، فهل هي واردةٌ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ هو صلى الله عليه وسلم صلاَّها؟ أَوْ صلاَّها أَحَدٌ مِن أَصْحابه رضي الله عنهم ؟

* صلاةُ التَّسْبيحِ وَرَدَتْ في حديثٍ لكن رجَّح كثيرٌ مِن الحُفَّاظ عدمَ ثبوتِه، بل قال عنه الإِمامُ ابنُ الجوزيِّ: إِنَّه مِن الموضوعاتِ، وكذلك قال غيره، فالحديثُ مختلفٌ في ثبوته، وبعضُ العلماءِ أَخَذَ بمدلولِه فاستحبَّ صلاةَ التَّسبيح، وهي عبارةٌ عن عددٍ من الرَّكعاتِ تُقْرَأُ فيها سُوَرٌ مخصوصةٌ وتقال فيها أَذْكارٌ طويلةٌ وركوعاتٌ وصفةٌ غريبةٌ، ولكنَّ الأَكْثرَ من المحقِّقين على أَنَّ صلاة التَّسبيح غيرُ مشروعةٍ بل هي بِدْعةٌ؛ لأَنَّ الحديثَ الواردَ فيها لم يثبتْ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والذي أَرَاهُ لك أَيُّها السَّائِلُ ما دام أَنَّ عندك رَغْبةٌ في الخير وحِرْصًا على العبادة، أَنْ تَأْخُذَ بالصَّلواتِ المشروعةِ الثَّابتةِ بأَدلَّةٍ صحيحةٍ كالتَّهجُّدِ في اللَّيل، والوِتْرِ والمحافظةِ على الرَّواتب مع الفرائِض وصلاةِ الضُّحى، وأَنْ تُكْثِرَ مِن النَّوافل المشروعةِ الثَّابتةِ بأَدلَّةٍ صحيحةٍ، وأَلاَّ تعملَ صلاةَ التَّسبيح نظرًا لعدم ثبوتها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وفي الثَّابتِ الصَّحيحِ عنه صلى الله عليه وسلم غنيَّةٌ وكفايةٌ للمُؤْمن الذي عنده رَغْبةٌ في الخير، والله أَعْلم.


الشرح