×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

* أَمَّا إِذا كان تَرْكُه لها جحودًا لوجوبِها، ولا يرى أَنَّها واجبةٌ، وأَنَّها عاداتٌ وتقاليدُ؛ كما يقول بعض الأَشْقِياءُ؛ فهذا كافرٌ بإِجْماع المسلمين، ولكنَّه إِذا تَابَ وحَافَظَ على الصَّلوات في المستقبل؛ فإِنَّ ذلك يكفيه عند الجميع.

* وكذلك على الصَّحيح مَن تَرَكَ الصَّلاةَ متكاسلاً مع إِقْرارِهِ بوجوبِها متعمِّدًا ذلك مِن أَجْل الكسل؛ فالصَّحيحُ أَنَّه كافرٌ لتَرْكِهِ الصَّلاة متعمِّدًا بأَدلَّةٍ كثيرةٍ من الكتاب والسُّنَّةِ تدل على ذلك، وبناءً عليه؛ فإِنَّه لا يقضي الصَّلواتِ التي تَرَكَها، وإِنَّما يحافظ على الصَّلاة في المستقبل بعد أَنْ تَابَ اللهُ عليه، ويحافظ كذلك على السُّنّنِ الرَّواتبِ التي من الفرائِضِ، وهي: ركعتان قبلَ الظُّهْرِ أَوْ أَرْبعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدَها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاءِ، وركعتان قبلَ الفَجْرِ، هذه هي السُّنَنُ الرَّواتبُ، وكذلك المحافظةُ على الوِتْرِ مِن بعد صلاة العشاءِ إِلى طلوع الفَجْر، وما تيسَّر مِن التَّهجُّدِ والنَّوافلِ المطلقةِ؛ فإِنَّ المجالَ مفتوحٌ أَمَامَ المسلم لأَنْ يتقربَ إِلى ربِّه عز وجل من الطاعات والقُرُباتِ المشروعةِ ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [البقرة: 110].

حُكْمُ صلاةِ التَّوبة

س214- هل صلاةُ التَّوبةِ واجبةٌ؟

* التَّوبةُ واجبةٌ على المسلم مِن كلِّ الذُّنوب، وليس للتَّوبةِ صلاةٌ خاصَّةٌ - فيما أَعْلَمُ - وبابُ التَّوبةِ مفتوحٌ ليلاً ونهارًا، وحقيقةُ التَّوبةِ الرُّجوعُ إِلى الله تعالى بطاعتِه وتركِ معصيتِه، ولها شروطٌ ثلاثةٌ: الإِقْلاعُ


الشرح