×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

وأَيْضًا مع كونه يَأْثَمُ إِثْمًا عظيمًا فإِنَّه يستحقُّ التَّأْديبَ، ويَنْقُصُ أَجْرُهُ نقصًا عظيمًا فقد صحَّ في الحديث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» ([1])، فهو يَفُوْتُهُ هذا الثَّوابُ العظيمُ وإِنْ صحَّت صلاتُه، فإِنَّ أَجْرَهُ ينقص نقصًا عظيمًا على أَنَّ بعضَ أَئِمَّةِ العلمِ يرى أَنَّ صلاتَه غيرُ صحيحةٍ، ولكنَّ الجُمْهورَ على أَنَّها صحيحةٌ مع الإِثْم ونُقْصانِ الأَجْر، والله تعالى أَعْلم.

حُكْمُ عدمُ المحافظة على الصَّلاة بالكُلِّيَّة وخاصةً

 صلاةَ الفَجْرِ والعَصْرِ

س225- نَحْنُ أَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ، تُوُفِّيَ والدُنا، وبعد وفاته؛ قُمْناَ بحَصْرِ الإِرْثِ مِن بعده، وأَثْناءَ ذلك؛ وَجَدْنَا بمَحْفَظَةٍ له وَرْقَةً مكتوبًا بها «وَصِيَّةٌ إِلى أَوْلادي» وهي: «بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أَوْلادي الأَعِزَّاءَ! أُوْصِيكم أَوَّلاً بتقوى الله عز وجل، والصَّبْرِ على طاعتِه، وأَنْ تُؤَدُّوا الصَّلاةَ مع الجماعة»، ونَحْنُ الآن في حَيْرَةٍ مِن أَمْرِنا؛ لأَنَّنا لَسْنَا مِن المحافظين بالكُلِّيَّة على الصَّلاة، وخاصةً صلاةَ الفَجْرِ والعَصْرِ، والتي عدَّ اللهُ ورَسُولُه مَن تخلَّف عنها مِن المنافقين، فما هو نُصْحُكم لنا؛ لأَنَّنا لم نَقُمْ بتَلْبِيَةِ والدِنا لهذه الوصيَّةِ؟ وهل نَحْنُ خُنَّا الأَمانةَ؟

* يجب عليكم المحافظةُ على صلاة الجماعة، والتَّوبةُ مِن التَّأَخُّر عنها، حتى لو لم يُوصِ بذلك والدُكم؛ لأَنَّ اللهَ سُبْحانه قد وصَّاكم بذلك في قوله تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (654)، ومسلم رقم (650).