قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، ومن المحافظة عليها أَداؤُهَا في المسجد
مع جماعة المسلمين، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى بالمحافظة على صلاة الجماعة
في قوله: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إلاَّ مِنْ
عُذْرٍ» ([1])، وقال للأَعْمى الذي طلَب منه رُخْصةً في أَنْ يُصلِّيَ
في بيتِه: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ؛
فَإِنِّي لاَ أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً» ([2]). إِلى غير ذلك مِن الأَدِلَّةِ الدَّالةِ على وجوب صلاة
الجماعة، والوعيدِ الشَّديدِ على المتخلِّفين عنها.
*
ووالدُكم رحمه الله أَوْصاكم بما أَوْصاكم به اللهُ ورَسُولُه؛
حِرْصًا عليكم، ونُصْحًا لكم؛ فجزاه اللهُ خيرًا، وهكذا يجب على كلِّ والدٍ أَنْ يَأْمُرَ
أَوْلادَه بالمحافظة على صلاة الجماعة، ويُوصِيهم بذلك، ويجب عليكم صلاةُ الجماعة،
ولو لم يُوصِ والدُكم بذلك؛ طاعةً للهِ ولرَسولِه.
التَّوفيق بين حديثِ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ
بِالصَّلاَةِ» وما عليه النَّاسُ في
وَقْتِنا الحاضرِ مِن
وُجودِ آلةِ تكبيرِ الصَّوت.
س226- حديثٌ شريفٌ معناه أَنَّ رَجُلاً أَعْمى قال: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ لِي قَائِدٌ لاَ يُلاَئِمُنِي إِلَى المَسْجِدِ أَوْ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَهَلْ أَجِدُ رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي، فقال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَأَجِبْ» ([3])، صَدَقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فبماذا
([1])أخرجه: أبو داود رقم (551)، وابن ماجه رقم (793)، والحاكم رقم (896).