فالمريضُ
الذي لا يستطيع أَنْ يستقبلَ القِبْلة، ولا يستطيع أَنْ يتوضَّأَ يُصلِّيَ على حسبِ
حالِه ولا يُخرجها عن وقتِها، لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]، وقوله: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة:
286]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا
مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([1]).
حُكْمُ الجمعِ والقصرِ وصلاةِ الجمعة للمسافر
الذي لا يعلم مدَّةَ سفرِه
س276-
أَنَا مِن ضِمْنِ مجموعةٍ كلَّفنا بمُهِمَّةٍ رَسْمِيَّةٍ، وكانت هذه المُهِمَّةُ مُؤَقَّتَةٌ،
واقتضتْ ظروفُ العملِ الجمعِ، والقصرُ أَحيانًا كثيرةٌ، وقد مضى الآن علينا في هذه
المُهِمَّةِ ما يُقارب شهرًا ونِصْفَ شهرٍ، ونَحْنُ مستمرُّون على حالتنا هذه، مع العلم
بأَنَّنا لا نعلم المدَّةَ التي سوف نَمْكُثُها في هذه المُهِمَّةِ، وأَيْضًا لم نتمكَّنْ
مِن أَداءِ صلاةِ الجمعة طِيْلةَ هذه المدَّةِ، مع العلم أَنَّ العددَ الذي يجب أَنْ
تُقامَ به صلاةُ الجمعةِ كافٍ، أَفيدونا: هل نعتبر في هذه المدَّةِ مسافرين وينطبق
علينا حُكْمُ المسافر أَمْ لا؟ وإِذا بَقِيْنا مدَّةً طويلةً؛ هل يجوز بقاؤُنا على
حالتنا هذه؟ أَفيدونا في ذلك جزاكم الله عنَّا خيرَ الجزاءِ.
* إِذا كان قضاءُ هذه المُهِمَّةِ التي أَشَرْتُ إِليها خارجَ بلدِكم مسافةً تبلغ ثمانين كيلو فأَكْثر، وأَنْتُمْ لا تعلمون متى تنتهي، ولم تَنْوُوا الإِقامةَ أَكْثر مِن أَرْبعةِ أَيَّامٍ؛ فلا بَأْسَ أَنْ تقصروا الصَّلاةَ الرُّباعيَّةَ إِلى ركعتين.
([1])أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).