قضاؤُه في
فترةٍ أُخْرى بعدَ رَمَضَانَ، فيمسك احترمًا للوقت ويقضي هذا اليومَ؛ لأَنَّه لم يبدأْ
مِن أَوَّلِه صائِمًا لأَنَّه أَكَلَ أَوْ شَرِبَ في أَوَّلِه، وكذلك تخلَّفتْ النِّيةُ
ولم تكنِ النِّيَّةُ مصاحبةً من أَوَّلِ الوقتِ؛ فالصِّيامُ لا يُبْدأْ من وسط النَّهار
- أَعْني صيامُ الفريضةِ - لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ صِيَامَ لِمَنْ لَمْ
يَبِت أَوْ يَجْمَعِ النِّيَّةِ مِنْ اللَّيْل» ([1])، أَوْ كما قال صلى الله عليه وسلم.
فالصَّومُ
الواجبُ يجب أَنْ يَنْوِيَ من اللَّيل سواءً أَكَلَ أَوْ لم يَأْكُلْ، فالفرضُ لا يصحُّ
بنيَّة من النَّهار إِنَّما هذا في صيام النَّفْل خاصَّةً.
الذي ينبغي على المسلم
أَنْ يستقبلَ به شهرَ رَمَضَانَ
س421-
ما الذي ينبغي على المسلم أَنْ يستقبلَ به شهرِ رَمَضانَ؟
* شهرُ رَمَضَانَ من المواسم العظيمةِ التي تمرُّ في حياة المسلم، ينبغي للمسلم أَنْ يستقبلَه بالبِشْر والسرورِ؛ لقوله تعالى: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58]. فإِدْراكُ المسلم لشهرِ رَمَضَانَ غنيمةٌ عظيمةٌ، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُبشِّرُ أَصْحابَه بقُدومِ شهرِ رَمَضانَ ويشرح لهم مزاياه كما في حديث سَلْمَانَ الطَّويلِ الذي فيه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خطَب في آخِر يومٍ من شَعْبَانَ فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيْمٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وسَنَّنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، مَنْ تَطَوَّعَ فِيْهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةَ فِيْمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيْهِ فَرِيْضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِيْنَ فَرِيْضَةً فِيْمَا سِوَاهُ». إِلى آخر الحديث ([2]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2454)، والنسائي رقم (2334)، وأحمد رقم (26457).