×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 الذي يُبيِّن فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مزايا هذا الشَّهرِ، وأَنَّه ينبغي للمسلم أَنْ يستقبلَه بالاستعداد لإِحْياءِ ليلِه بالقيام ونهارِه بالصِّيام، وتلاوةِ القرآن والصَّدقةِ والبِرِّ والإحسانِ؛ لأَنَّ كلَّ دقيقةٍ من هذا الشَّهرِ فهي مَوْسِمٌ عظيمٌ، والمسلمُ لا يدري مدى بقائِه في هذه الحياةِ، وهل يكمل هذا الشَّهرَ وإِذا أَكْمَلَه هل يعود عليه سنةٌ أُخْرى أَوْ لا، فهو غنيمةٌ ساقها اللهُ إِليه؛ فينبغي له أَنْ يفرحَ بذلك وأَنْ يستغرقَ هذا الشَّهرَ أَوْ ما تيسَّر له من أَيَّامِه وليالِيه بطاعة الله سبحانه وتعالى، والإِكثارِ من فعل الخيرات والمبرِّرات لعلَّه أَنْ يُكْتَبَ له مِن أَجْل هذا الشهرِ ما أَعدَّهُ اللهُ للمسلمين، فإِنَّه شهرٌ أَوَّلُهُ رَحْمةٌ وأَوْسَطُه مغفرةٌ وآخِرُه عِتْقٌ من النَّار، والمسلمُ يتعرَّض لنَفَحَاتِ ربِّه في هذه الأَيَّامِ العظيمةِ.

الأَدْعِيةُ التي تُقالُ عند دخولِ شهرِ رَمَضَانَ

س422- هل هناك أَدْعِيةٌ مخصَّصةٌ عند دخولِ شهرِ رَمَضَانَ المباركِ مِن السُّنَّة، وماذا يجب على المسلم أَنْ يدعوَ به في تلك اللَّيْلةِ أَفِيدوني بارك الله فيكم؟

* لا أَعْلمُ دعاءً خاصًا يُقال عند دخولِ شهرِ رَمَضَانَ وإِنَّما هو الدُّعاءُ العامُّ عن سائِر الشُّهور، فإِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إِذا رَأَى الهِلاَلَ في رَمَضانَ وفي غيرِه يقول: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِْيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِْسْلامِ، هِلاَلُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، رَبِّي وَرَبُّكَ الله» ([1])، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَْمْنِ وَالإِْيمَانِ،


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (3451)، وأحمد رقم (1397)، وأبو يعلى رقم (661).