وَالسَّلاَمَةِ
وَالإِْسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ الله» ([1]). هذا الدُّعاءُ الواردُ عندَ رُؤْيَةِ الهلال لرَمَضَانَ
ولغيرِه، أَمَّا أَنْ يُخْتَصَّ رَمَضَانُ بأَدْعِيَةٍ تُقال عند دخولِه، فلا أَعْلم
شيئًا في ذلك، لكنْ لو دعا المسلمُ بأَنْ يُعينَه اللهُ على صوم الشَّهر، وأَنْ يتقبَّلَه
منه فلا حَرَجَ في ذلك لكن لا يتعيَّن دعاءٌ مخصَّصٌ.
حُكْمُ عَقْدِ النِّيَّةِ عند بَدْءِ الصِّيام
س423-
أَصُومُ أَحيانًا بدون عَقْدِ النِّيَّة عند بَدْءِ الصِّيام، فهل النِّيَّةُ شرطٌ
في الصِّيام كلَّ يومٍ؟ أَوْ يكفي في أَوَّل الشَّهر؟
*
الصِّيامُ وغيرُه من الأَعْمال التي لابدَّ أَنْ تكونَ عن
نيَّةٍ، قال الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ،
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([2])،
وفي روايةٍ: «لاَ عَمَلَ إلاَّ بِالنِّيَّة».
فصَومُ رَمَضَانَ تجب له النِّيَّةُ من اللَّيل، بأَنْ يَنْوِيَ قبلَ طلوع الفجر صِيامَ ذلك اليومِ، وقيامُ المسلم من النَّوم آخِرَ اللَّيْل وتَسَحُّرُهُ يدلُّ على وجود النِّيَّة، فليس المطلوبُ أَنْ يتلفَّظَ الإِنْسانُ ويقول: نويتُ الصَّومَ، فهذا بِدْعَةٌ لا تجوز، والنِّيَّةُ في رَمَضَانَ كلَّ يومٍ بمفرده؛ لأَنَّ كلَّ يومٍ عبادةٌ مستقلَّةٌ تحتاج إِلى نِيَّةٍ فينوي الصِّيامَ بقلبِه لكلِّ يومٍ من اللَّيل، ولو كان قد نَوَى من اللَّيل ثمَّ نام ولم يستيقظْ إلاَّ بعدَ طلوع الفجرِ، فصيامُه صحيحٌ لوجود النِّيَّة من اللَّيل.
([1])أخرجه: الدارمي رقم (1729)، وابن حبان رقم (888)، والطبراني في الكبير رقم (13330).