×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

حُكْمُ عَقْدِ النِّيَّة قبل الفجرِ

مِن كلِّ ليلةٍ في رَمَضَانَ

س424- هلْ يُشْترط أَنْ تكونَ نِيَّةُ الصِّيامِ قبلَ الفجرِ من كلِّ ليلةٍ من رَمَضانَ أَمْ تكفي نيَّةٌ واحدةٌ كلَّ الشَّهْر، وما حُكْمُ من تلفَّظ بها في كلِّ ليلةٍ من ليالي شهرِ رَمَضَانَ؟

* النِّيَّةُ شرطٌ من شروط صِحَّةِ العبادة من صيامٍ وغيرِه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1]) فكلُّ عبادةٍ من العبادات لا تصحُّ إلاَّ بنيَّةٍ ومن ذلك الصِّيامُ فإِنَّه لا يصحَّ إلاَّ بنيَّةِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَبِت النِّيَّةِ مِنْ اللَّيْل» ([2])، فالنِّيةُ للصِّيام مشترطةٌ وصيامُ الفرضِ لابدَّ أَنْ يَنْوِيَه من اللَّيل قبلَ طلوع الفجر، ويجب عليه أَنْ يَنْوِيَ لكلِّ يومٍ نيَّةً جديدةً لأَنَّ كلَّ يومٍ عبادةٌ مستقلَّةٌ تحتاج إِلى نيَّةٍ متجدِّدةٍ بِتَجَدُّدِ الأَيَّامِ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([3]).

فإِنْ قام من نومِه وتسحَّر فهذا هو النِّيَّةُ، وإِنْ لم يستيقظْ إلاَّ بعدَ طلوع الفجر وكان ناويًا للصِّيام قبلَ نومِه، فإِنَّه يُمسك إِذا استيقظ، وصيامُه صحيحٌ لوجود النِّيَّة من اللَّيل.

* وما أَشار إِليه السَّائِلُ من النُّطق بالنِّيَّة هل هو مشروعٌ أَوْ ليس بمشروعٍ؟ فالنُّطْقُ بالنِّيَّة غيرُ مشروعٍ، والتَّلفُّظُ بها بِدْعةٌ؛ لأَنَّ النِّيَّةَ من


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2454)، والنسائي رقم (2334)، وأحمد رقم (26457).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).