×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

ثبوت الصيام ووَقتُه وبِدايتُه

 

شرحُ حديثِ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» ([1])

س411- في الحديثِ القُدْسيِّ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» أُريد شرحًا لهذا الحديثِ. لماذا خُصَّ الصَّومُ بهذا التَّخصيصِ؟ أَفيدوني بارك الله فيكم.

* هذا حديثٌ عظيمٌ وثابتٌ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، يرويه عن ربِّه عز وجل أَنَّه قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». فهذا الحديثُ فيه فضيلةُ الصِّيامِ ومزيتُه من بين سائِر الأَعْمال، وأَنَّ اللهَ اخْتَصَّهُ لنفسِه من بين أَعْمالِ العبد. وقد أَجاب أَهْلُ العلمِ عن قوله: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» ([2]) بعِدَّةِ أَجْوبةٍ منهم مَن قال: إِنَّ معنى قولِه تعالى: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». أَنَّ أَعْمالَ ابنِ آدَمَ قد يجري فيها القِصاصُ بينه وبين المظلومين، فالمظلومين يُقتصَّون منه يومَ القيامة بأَخْذِ شيءٍ من أَعْمالِه وحسناتِه كما في الحديث: «أَنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، وَيَأْتِي وَقَدْ شَتَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، أَو أَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيُؤْخَذُ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، حَتَّى إِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، وَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ فإِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِينَ وَتُطْرَحُ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1904)، ومسلم رقم (1151).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1151).