وعمارتَها
بطاعة الله، هذا من أَفْضلِ أَعْمال الصَّائِمِ وغيرِه.
وقد
كان السَّلَفُ إِذا صاموا جلسوا في المساجد، ويقولون: نحفظ صومَنا ولا نغتاب أَحَدًا،
فينبغي للصَائِم أَنْ يصرفَ كلَّ ما استطاع من وقتِه في المسجد؛ لأَنَّ ذلك فيه خيرٌ
كثيرٌ وفيه فضلٌ كبيرٌ، وفيه عمارةٌ لبيوت اللهِ بالطَّاعة وفيه نوعٌ من الاعتكاف الذي
هو من أَجَلِّ العبادات.
وعلى
الصَّائِمِ كذلك أَنْ يكثرَ من أَعْمال البِرِّ والإِحْسانِ للفقراءِ والمساكين والصَّدقةِ،
فإِنَّ الصَّدقةَ في هذا الشَّهْرِ أَفْضلُ من الصَّدقة في غيرِه قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ تَطَوَّعَ فِيْهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى
فَرِيضَةَ فِيْمَا سِوَاهُ» ([1])
لا سيَّما إِذا كان في وقت حاجةٍ ومجاعةٍ، فإِنَّ الصَّدقةَ في هذا الشَّهْرِ
تُعينُ الصَّائِمين على صيامِه قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا
فَلَهُ، مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا» ([2]).
من يقول بأَنَّه على المسلم أَنْ يتحوَّلَ إِلى زاهدٍ
في رَمَضَانَ
س470-
البعضُ يقول: إِنَّ على المسلمِ أَنْ يتحوَّلَ إِلى زَاهِدٍ في رَمَضَانَ فيجتنب كلَّ
الملذَّاتِ من الأَكْل والشُّرْبِ والجِماعِ وغيرِها حتَّى يخرجَ رَمَضَانُ فهل هذا
العملُ مشروعُ؟
* يقول اللهُ تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ
([1])أخرجه: ابن خزيمة رقم (1887)، والبيهقي في الشعب رقم (3336).