×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ [البقرة: 187]، ففي هذه الآية الكريمة أباح الله للصَّائِم في ليلِ الصِّيام كلُّ ما يُمْنَعُ منه في النَّهار من الطَّعام والشَّرابِ وسائِرِ المباحاتِ والاستعانةِ بذلك على طاعة الله سبحانه وتعالى.

وتركُ المباح وحِرْمانُ النَّفْس منه تعبدًا يُعتبَر من الغُلُوِّ سواءٌ في رَمَضانَ أَوْ في غيره، وقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّنِي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَأَكَلُ اللَّحْمِ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1]). وهذا هَدْيُه صلى الله عليه وسلم في رَمَضَانَ وغيرِه، وليس الزُّهْدُ هو تركُ ما أبَاحَ اللهُ.

الاعتكافُ وحكمُه

س471- ما هو الاعتكافُ؟ وما حُكْمُه؟ وهل يجوز الاعتكافُ في بيتي؟

* الاعتكافُ عبادةٌ عظيمةٌ، نصَّ اللهُ جل وعلا عليه في كتابه الكريمِ، وفي آياتٍ من كتابه:

منها قولُه تعالى لخليله إِبْرَاهِيْمَ وابْنِه إِسْمَاعِيْلَ عليهما السلام: ﴿وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [البقرة: 125].

ومنها قولُه تعالى: ﴿وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ [البقرة: 187].


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5063)، ومسلم رقم (1401).