وهو من سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الثَّابتةِ
عنه، «وقد كَانَ عليه الصلاة والسلام يَعْتَكِفُ في العَشْرَةِ الأَوْسَطِ مِن رَمَضَانَ
طَلَبًا لِلَيْلَةِ الْقَدِرْ، ثمَّ في آخِر حياتِه صلى الله عليه وسلم صَارَ يَعْتَكِفُ
في العَشْرِ الأَوَاِخِر من رَمَضَانَ» ([1])؛ لمَّا تبيَن له أَنَّ ليلةَ القدر تُرْجَى في العشرِ الأَواخرِ،
واعْتَكَفَ معه نساؤُه عليه الصلاة والسلام.
فالاعتكافُ
عبادةٌ عظيمةٌ، وهو المُكْثُ في مسجدٍ من المساجدِ لأَجْلِ عبادة الله وحده لا شريكَ
له؛ بالصَّلاة، وتلاوةِ القُرْآنِ، وذِكْرِ اللهِ عز وجل، والتَّفرُّغُ لذلك من أَعْمال
الدُّنْيا، والاشتغالُ بالله سبحانه وتعالى. هذا هو الاعتكافُ، وهو مشروعٌ كلَّ وقتٍ.
ولكنَّه
لا يُشرع إلاَّ في مسجدٍ تُصلَّى فيه صلاةَ الجماعة؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي
ٱلۡمَسَٰجِدِۗ﴾ [البقرة: 187]، أَمَّا أَنْ يَعْتَكِفَ الإِنْسانُ في بيتِه،
أَوْ في مسجدٍ مهجورٍ؛ لانتقالِ أَهْلِه مِن حولِه، ولا يُصَلَّى فيه؛ فهذا لا يجوز
للمسلم؛ لأَنَّه منقطعٌ بذلك عن صلاة الجماعة؛ فلا يُشرع الاعتكافُ إلاَّ في مسجدٍ
تُصلَّى فيه صلاةُ الجماعة. وبالله التَّوفيق.
منزلةُ الصَّدقةِ في رَمَضَانَ
س472-
ما هي منزلةُ الصَّدقة في رَمَضَانَ؟
* الصَّدقةُ في رَمَضَانَ أَفْضلُ من الصَّدقة في غيره؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سمَّاه شهرَ المُواساة. «وكَانَ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ مَا يَكُوْنُ في شَهْرِ رَمَضَانَ حِيْنَ يَلْقَاهُ جِبْرِيْلُ في رَمَضَانَ، كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيْحِ الْمُرْسَلَةِ» ([2]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (813)، ومسلم رقم (1167).