وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا
كَانَ لَهُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ
مِنَ الأَْجْرِ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أَجْرِهِ
شَيْئًا» ([1]).
فهذا
دليلٌ على فضل الصَّدقة في شهر رَمَضَانَ، لا سيَّما وأَنَّه شهرُ الصِّيام، ويحصل
للمحتاجين فيه جوعٌ وعطشٌ، مع قلَّة ما بأَيْدِيهم؛ فإِذا جَادَ عليهم المحسنون في
هذا الشهر؛ كان في ذلك إِعَانةٌ لهم على طاعة الله سبحانه وتعالى في هذا الشَّهرِ.
إِضافةً
إِلى أَنَّ الطَّاعاتِ عمومًا تُضاعَف في الزَّمان الفاضلِ والمكان الفاضلِ، فتُضاعف
الأَعْمالُ لشرف الزَّمان؛ كما أَنَّ الأَعْمالَ تُضاعَف لشرف المكان؛ كما في مسجدَيْ
مَكَّةَ والمَدِيْنَةِ؛ فإِنَّ الصَّلاةَ في مسجدِ مَكَّةَ تَعْدُل مِئَةِ ألْفِ صلاةٍ
فيما سواه، والصَّلاةُ في مسجدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمَدِيْنَةِ تَعْدُل
أَلْفِ صلاةٍ فيما سواه، وذلك لشرف المكان، وكذلك شرفُ الزَّمان؛ تُضاعَف فيه الحسناتُ،
وأَعْظمُ ذلك شهرُ رَمَضَانَ الذي جعله اللهُ موسمًا للخيرات وفعلِ الطَّاعات ورِفْعةِ
الدَّرجات.
حُكْمُ مَن يُقيم ولائِمَ وعزائِمَ ويذبح في رَمَضَانَ
س473-
البعضُ يُقيم وَلائِمَ وعزائِمَ في رَمَضَانَ ويجعله شهرَ مناسباتٍ، والبعضُ الآخَرُ
يذبح ذبائِح ويُوزِّعها صدقاتٍ وغيرَ ذلك من الاهتمامات بالأَكْل، ما حُكْمُ ذلك؟
* نعم لإِطْعام الطَّعام في شهرِ رَمَضَانَ مزيدٌ من الفضيلة نظرًا لشرف الزَّمان، ولحاجةِ الصُّوَّام إِلى الطَّعام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا
([1])أخرجه: الترمذي رقم (807)، وابن ماجه رقم (1746)، وأحمد رقم (21676).