×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

* هذا العملُ إِذا كان متكلَّفًا، أَوْ كان يشقُّ على المَأْمومين ويتضجَّر منه بعضُهم، فإِنَّ الأَوْلى تَرْكُه، وقد كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُردِّدُ الآيةَ أَحيانًا في صلاة اللَّيل كما رُوي أَنَّه رَدَّدَ قولَه تعالى: ﴿إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [المائدة: 118] إِلى الصَّباح، فهذه المَسْأَلَةُ تَعُودُ إِلى رعاية الإِمام لمَن خلفه؛ لأَنَّه قد يجوز للإِنْسان في حالة انفراده ما لا يجوز له في حالة كونه إِمامًا، ثمَّ إِنَّ الشَّيْءَ المتكلَّفَ قد يبدو عليه أَثَرُ التَّكلُّف فيكون في هذا إِساءَةُ ظنِّ بالإِمام، وربَّما يقع النَّاسُ في عِرْضِه فيَأْثَمون بذلك.

حُكْمُ بعضِ النَّاس الذين ينتقلون إِلى مساجدَ

بعيدةٍ طلبًا للأَئِمَّة أَصْحابِ الأَصْواتِ الحسنةِ

س478- هناك ظاهرةٌ منتشرةٌ بين بعضِ النَّاس، وهي أَنَّه في صلاة التَّراويح ينتقلون إِلى مساجدَ بعيدةٍ عن بيوتهم، وذلك طلبًا للأَئِمَّة أَصْحابِ الأَصْواتِ الحسنةِ؛ فما رَأْيُكم بهذه الظَّاهرةِ؟

* ينبغي للإِمام أَنْ يُحسِّنَ صوتَه بتلاوةِ القُرْآِن، ويعتني بإِجادة القراءَةِ على الوجهِ المطلوبِ؛ محتسبًا الأَجْرَ عند الله، لا من أَجْلِ الرِّياءِ والسُّمْعَةِ، وأَنْ يتلوَ القُرْآنَ بخشوعٍ وحضورِ قلبٍ؛ لينتفعَ بقراءَته، وينتفع به من يسمعه.

والذي ينبغي لجماعةِ كلِّ مسجدٍ أَنْ يَعْمُرُوا مسجدَهم بطاعةِ اللهِ والصَّلاةِ فيه، ولا ينبغي التَّنقُّلُ بين المساجد وإِضاعةُ الوقتِ في التَّذوُّقِ لأَصْوات الأَئِمَّة، لا سيَّما النِّساءُ؛ فإِنَّ في تَجْوالِها وذهابِها بعيدًا عن بيوتها مخاطرةً شديدةً؛ لأنَّه مطلوبٌ من المَرْأَةِ أَنْ تُصلِّيَ في بيوتها، وإِنْ


الشرح