بمزيدٍ اجْتِهادٍ
في التَّهجُّدِ والاعتكافِ؛ لأَنَّها ختامُ الشَّهْر وتُرجى فيها ليلةُ القدر، فينبغي
للمسلم أَنْ يغتنمَ هذه العشرَ المباركةَ ويخصَّها بمزيدِ اجتهادٍ يختم به اجتهادَه
في العشرين الأُوَلِ ليَعْظُمَ أَجْرُه، ولأَنَّ هذه العشرَ هي ليالي الإِعْتاق من
النَّار، لعلَّه يَحْظى بذلك، واللهُ الموفِّق.
بيانُ فضلِ ليلةِ القدر
س487-
يُرجى بيانُ فضلِ ليلة القدر، وما وَرَدَ فيها من الآياتِ الكريماتِ؟
*
نوَّه اللهُ تعالى بشأْنِها، وسمَّاها ليلةَ القدر: قيل:
لأَنَّها تُقدَّرُ فيها الآجالُ والأَرْزاقُ وما يكون في السَّنة من التَّدابيرِ الِإلَهيَّةِ؛
كما قال تعالى: ﴿فِيهَا
يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]، فسمَّاها اللهُ ليلةَ
القدر مِن أَجْلِ ذلك.
*
وقيل: سُمِّيَتْ ليلةَ القدر لأَنَّها ذاتُ قدرٍ وقيمةٍ ومنزلةٍ
عند الله سبحانه وتعالى.
وسمَّاها
ليلةً مباركةً؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا
مُنذِرِينَ﴾ [الدخان: 3].
ونوَّه
اللهُ بشأَنِها بقوله: ﴿وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾
[القدر: 2- 3]؛ أي: العملُ في هذه اللَّيلةِ المباركةِ يعدل ثوابَ العملِ في أَلْف
شهرٍ ليس فيها ليلةُ القدر، وأَلْفِ شهرٍ ثلاثةُ وثمانون عامًا وزيادةً؛ فهذا ممَّا
يدلُّ على فضل هذه اللَّيْلةِ العظيمةِ.
ولهذا كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يتحرَّاها ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَا تَأَخَّرَ» ([1]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (1901).