وأَخْبَرَ سبحانه وتعالى أَنَّها تنزَّل فيها الملائِكةُ
والرُّوحُ، وهذا يدلُّ على عظمِ شَأْنِها وأَهْمِيَّتِها؛ لأَنَّ نزولَ الملائِكة لا
يكون إلاَّ لأَمْرٍ عظيمٍ.
ثمَّ
وَصَفَها بقوله: ﴿سَلَٰمٌ
هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ﴾ [القدر: 5]، فوَصَفَها بأَنَّها سلامٌ،
وهذا يدلُّ على شرفها وخيرِها وبركتِها، وأَنَّ مَن حُرِم خيرَها؛ فقد حُرِمَ الخيرَ
الكثيرَ. فهذه فضائِلُ عظيمةٌ لهذه اللَّيلةِ المباركةِ.
*
ولكنَّ اللهَ بحِكْمَتِه أَخْفاها في شهر رَمَضَانَ؛ لأَجْل
أَنْ يجتهدَ المسلمُ في كلِّ ليالي رَمَضَانَ؛ طلبًا لهذه اللَّيلةِ، فيكثر عملُه،
ويجمع بين كثرةِ العمل في سائِرِ ليالي رَمَضَانَ مع مصادفةِ ليلةِ القدرِ بفضائِلها
وكرائِمِها وثوابِها، فيكون جمعَ بين الحُسْنَيَيْنِ، وهذا من كرم الله سبحانه وتعالى
على عباده.
*
وبالجُمْلة؛ فهي ليلةٌ عظيمةٌ مباركةٌ، ونعمةٌ من الله سبحانه
وتعالى، تمرُّ بالمسلم في شهر رَمَضَانَ، فإِذا وُفِّقَ باستغلالها واستثمارها في الخير؛
حصل على أجُورٍ عظيمةٍ وخيراتٍ كثيرةٍ هو بأَمَسِّ الحاجة إِليها.
الرَّاجحُ من أَقْوال العلماءِ في تَعْيِيْنِ ليلةِ القدر
س488-
ما هو الرَّاجحُ من أَقْوال العلماءِ في تعيين ليلةِ القدر، وهل هي أَفْضلُ اللَّيالي
على الإِطْلاق أَمْ لا، وما هو رَأْيُكُمْ في من قال بتفضيل ليلةِ الإسْرَاءِ على ليلة
القدر؟ أَفيدونا بارك الله فيكم.
* ليلةُ القدر ليلةٌ عظيمةٌ نوَّه اللهُ بشَأْنِها في كتابه الكريمِ في قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 3- 4]. وفي قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ