×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

فهؤُلاءِ لا يُقبَلُ منهم إِذا تركوا الفرائِضَ وتركوا الصَّلواتِ الخمس، أَمَّا إِذا كانوا تركوا شيئًا من السُّنَنَ ومن النَّوافل؛ فهؤُلاءِ لا حرجَ عليهم، ويُرجى لهم القبولُ فيما أَسْلفوا في رَمَضَانَ. والله أَعْلم.

حُكْمُ من نام طِوالَ نهارِ رَمَضَانَ

س542- نشاهد الأَسْواقَ والمحلاَّت التِّجاريَّةَ تفتح أبوابها إلى ساعة متأَخِّرةٍ من اللَّيل في شهر رمضان تستقبل بعضَ المسلمين والمسلمات مما يضطرُّهم لنوم نهارِ رَمضَانَ كلِّه، ما حُكْمُ ذلك؟

* أَصْحابُ المحلاَّت التِّجاريَّةِ يجب عليهم المحافظةُ على طاعة الله ومشاركةِ المسلمين في مواسم الخيرات في رَمَضَانَ وغيرِه، وأَلاَّ يضيعوا كلَّ الوقتِ بالبيع والشِّراءِ وفتح محلاَّتِهم، يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [المنافقون: 9]، ويقول تعالى: ﴿لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ [النور: 37]، ثمَّ في فتحهم محلاَّتِهم مَعْظَم َالوقتِ إِغْراءٌ للآخرين على السَّهر والتَّجوالِ وتعريضٍ للفتنة بين الرِّجال والنِّساءِ، فيكون عليهم إِثْمٌ في ذلك؛ لأَنَّهم السَّببُ، والواجبُ على وُلاَِة الأُمور - وفَّقهم الله - تحديدُ الوقت المناسبِ لفتح المحلاَّت الذي لا يتعارض مع أَداءِ الطَّاعات، ولا يكون سببًا يُعَرِّض النَّاس للفِتَن، وإِضاعةِ الأَوْقاتِ الثَّمينة.

****


الشرح