* أَمَّا مادام أَنَّه لا يُصلِّي؛ فإِنَّه ليس بمسلم، ولا يصحُّ منه عملٌ، والصَّلاةُ هي عمودُ الإِسْلام، وهل
يقوم بناءٌ بلا عمودٍ؟! هذا مستحيلٌ.
حُكْمُ من اجتهد بالعبادة في رَمَضَانَ وإِذا انتهى
رَمَضَانُ تركوا ذلك
س541-
بعضُ النَّاس ولَلأَْسَفِ الشَّديدِ تراهم في رَمَضَانَ يُواظبون على الصَّلواتِ الخَمْسِ
وعلى التَّراويح والتَّهجُّدِ وقراءَةِ القُرْآنِ الكريمِ، فإِذا ما انتهى رَمَضَانُ؛
تركوا ذلك أَوْ أَكْثرَه! فما الحُكْمُ فيهم؟ وهل تُقْبَلُ أَعْمالُهم الصَّالحةُ تلك
في رَمَضَانَ؟ وما هي نصيحتُكم لمثل هؤُلاءِ؟
*
أَمَّا الاجتهادُ في رَمَضَانَ بالأَعْمالِ الصَّالحةِ؛ فهذا
شيءٌ طيِّبٌ، ورَمَضَانُ له خصوصيَّةٌ وموسمٌ عظيمٌ.
ولكنَّ
المسلمَ مطلوبٌ منه أَنْ يجتهدَ في أَعْمال الخير في كلِّ عمره، وفي كلِّ حياته، وفي
كلِّ الشُّهور؛ لأَنَّ عُمْرَه فُرْصةٌ ثمينة، وهو قادمٌ على دارٍ تحتاج إِلى عملٍ؛
فإِنَّ الجزاءَ في الدَّارِ الآخرةِ إِنَّما يكون على العمل؛ فالمسلمُ مطلوبٌ منه أَنْ
يستغلَّ حياتَه في الدُّنْيا بالأَعْمالِ الصَّالحةِ، وأَنْ يخصَّ أَيَّامَ الفضلِ
ومواسمَ الخيرِ كشهرِ رَمَضَانَ؛ يخصُّها بمزيدٍ اجتهادٍ.
*
أَمَّا هؤُلاءِ القوم المُفرِّطون المضيِّعون للفرائِض والصَّلواتِ؛
فإِذا جاءَ رَمَضَانُ؛ اجتهدوا وحافظوا على الصَّلوات، فإِذا خرج رَمَضَانُ؛ فإِنَّهم
يتركون الفرائِضَ ويضيِّعون، هؤُلاءِ لا يُقبَلُ منهم اجتهادُهم في رَمَضَانَ.
وقيل لبعض السَّلف: إِنَّ قومًا يجتهدون في رَمَضانَ؛ فإِذا خرج؛ تركوا العملَ؟ فقال: بِئْسَ القومُ، لا يعرفون اللهَ إلاَّ في رَمَضَانَ؟!