وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا
نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [المدثر: 43- 46]، والتَّكْذيبُ بيوم الدِّين لا شكَّ أَنَّه كفرٌ؛ فقَرَنُ
تركِ الصَّلاة معه دليلٌ على أَنَّ ذلك كفرٌ أَيْضًا.
*
والأَدِلَّةُ في هذا كثيرةٌ وصريحةٌ، في أَنَّ من
ترك الصَّلاةَ تهاونًا وتكاسلاً متعمِّدًا أنَهَّ يُكفَّر ولو كان مُقِرًّا بوجوبِها،
وهذا هو القولُ الصَّحيحُ الراجحُ للأَدِلَّةِ الكثيرةِ، والقولُ الثَّاني لبعض
أَهْلِ العلم: أَنَّه لا يكفَّر الكفرَ الأَكْبرَ، ولكنْ يكون كفرُه كفرًا أَصْغرَ
لا يُخرج من المِلَّة، ولكنَّه يُؤْخَذُ بالعقابِ والعذابِ حتَّى يُؤَدِّيَ الصَّلاةَ،
فلعلَّ المجيبَ قَصَدَ هذا القولَ، ولكن هذا قولٌ مرجوحٌ، والأَدِلَّةُ الصَّحيحةُ
على خلافه، ولكنْ عليه أَنْ يُبيِّنَ للنَّاس ولا يُلَبِّسُ هذا التَّلْبيسَ، ويجيب
بهذه الإِجابةِ المجملةِ، واللهُ أَعْلم.
حُكْمُ من صام رَمَضَانَ وهو تاركٌ للصَّلاة
س540-
ما حُكْمُ من صام رَمَضَانَ المباركَ دون أَنْ يُؤَدِّيَ فرائِضَ الصَّلاة نهائِيًا
دون عُذْرٍ؛ علمًا بأَنَّنا نصحناه كثيرًا ولم يستمعْ لذلك؟
*
الذي يضيع الصَّلاةَ لا يصحُّ منه صيامٌ ولا غيرُه؛ لأَنَّ تركَ
الصَّلاةِ كُفْرٌ، والكافرُ لا يصحُّ منه عملٌ، والصَّلاةُ هي الرُّكْنُ الثَّاني من
أَرْكان الإِسْلام، والصِّيامُ الرَّكْنُ الرَّابعُ؛ فالصَّلاةُ مقدَّمةٌ على الصِّيام،
وهي عمودُ الإِسْلام.
فالذي لا يُصلِّي لا يصحُّ منه صيامٌ ولا غيرُه، وعليه أَنْ يتوبَ إِلى اللهِ سبحانه وتعالى، ويحافظَ على الصَّلواتِ الخَمْسِ، ثمَّ يحافظَ على بقيَّةِ أُمورِ دِيْنِه من صيامٍ وغيرِه.