﴿وَجَٰدِلۡهُم
بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125]، ويقول: ﴿۞وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ
أَحۡسَنُ﴾ [العنكبوت: 46] أَمَّا
إِذا كان الجدالُ لغير بيانِ الحقِّ ودَحْضِ الباطلِ، فإِنَّ المسلمَ مَنْهِيٌّ عنه
في كلِّ أَحْواله، ولا سيَّما في حالة الإِحْرام، هذا ملخَّصُ معنى الآيةِ الكريمةِ.
*
وأَمَّا قولُه تعالى: ﴿لِّيَشۡهَدُواْ
مَنَٰفِعَ لَهُمۡ﴾ [الحج: 28]، فإِنَّه يبيِّن سبحانه وتعالى الحِكْمةَ
في مشروعيَّةِ الحجِّ أَيْ ليحضروا هذه المنافعَ في الحجِّ، وهي منافعُ دِيْنيَّةٍ
ومنافعُ دُنْيويَّةٍ، ولم يُحدِّدْها اللهَ سبحانه وتعالى؛ لأَنَّها كثيرةٌ، وهذا دليلٌ
على أَنَّ الحجَّ فيه خيراتٌ كثيرةٌ ومنافعُ عظيمةٌ للمُؤْمن في دِيْنِه ودُنْياه.
*
أَمَّا قولُه صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ» ([1])،
فمعناه: أَنَّ الوقوفَ بعَرَفَةٍ هو الرُّكْنُ الأَعْظمُ من أَرْكان الحجِّ
مثلُ قولِه صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([2])؛
لأَنَّ الدُّعاءَ من أَعْظمِ أَنْواعِ العبادة، وليس معنى ذلك أَنَّ الوقوفَ بعَرَفَةِ
هو الحجُّ كلُّه، بل هناك أَعْمالٌ أُخْرى للحجِّ أَرْكانٌ وواجباتٌ له وسُنَنٌ، ولكنَّ
هذا من باب بيانِ أَهْميَّةِ الوقوف بعَرَفَةَ، وأَنَّه هو الرُّكنُ الأَعْظمُ من أَرْكان
الحجِّ، والله أَعْلم.
شرحُ حديثِ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([3])
وبيانُ صفةِ حجَّةِ الوداع
س559- ما معنى قولُ الرَّسولِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»؟ وما هي صفةُ حجَّةِ الوداع للرَّسولِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم ؟
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1949)، والنسائي رقم (3044)، وأحمد رقم (18773).