×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

* أَمَّا قولُه صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» فمعناه: وجوبُ اقْتداءِ الحاجِّ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في أَعْمالِ الحجِّ بأَنْ يتعلَّمَ أَفْعالَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم التي فَعَلَها في الحجِّ وأَقْوالِه، ويقتدي به في ذلك، يعني تعلَّموا منِّي أَحْكامَ حجِّكم وعُمْرتِكم فافعلوا مثلَ ما أَفْعل، وهذا خطابٌ لمن كان معه، ولمن يَأْتي بعده إِلى يوم القيامة، فيجب على كلِّ حاجِّ أَوْ مُعْتَمِرٍ أَنْ يقتديَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في أَداءِ المناسك، من كان معه من الصَّحابة فإِنَّهم يُشاهدونه ويرونه عليه الصلاة والسلام ويتابعونه، ومن يَأْتي بعده فإِنَّه يعمل بالأَحاديثِ الصَّحيحةِ الواردةِ في حجَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يتعلَّمها ويعملُ على موجبها، وإِنْ كان لا يستطيع ذلك فإِنَّه يَسْأَلُ أَهْلَ العلمِ بسُنَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ليخبروه وليبيِّنوا له، هذا معنى قولِه صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، فهذا دليلٌ على أَنَّ أَعْمالَ الحجِّ توقيفيَّةٌ كسائِرِ أَنْواعِ العبادة، فإِنَّها توقيفيَّةٌ لا يُقدَّمُ على شيءٍ منها إلاَّ إِذا ثبت في الكتاب والسُّنَّةِ أَنَّه مشروعٌ، وأَنَّه عبادةٌ.

* أَمَّا صفةُ حجَّةِ الوداع: فوَصْفُها يطول، ولكنْ على القارئِ أَنْ يراجعَ الأَحاديثَ التي وَرَدَتْ في صفة حجِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومن أَعْظمِها حديثُ جَابِرٍ الحديثُ المشهورُ الطَّويلُ الذي وَصَفَ فيه حَجَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من أَوَّلِها إِلى آخِرِها ([1]).

المرادُ بالحجِّ المبرورِ والأَيَّامِ المعلومات والرَّفَثِ

والفسوقِ والجدالِ

س560- ما المرادُ بالحجِّ المبرورِ؟ وما الأَيَّامُ المعلوماتُ؟ وما


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).