×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

* يقولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلاَّ الْجَنَّةَ» ([1])، والحجُّ المبرورُ هو الحجُّ الذي تقبَّله اللهُ سبحانه وتعالى، وعلاماتُه كثيرةٌ منها:

أَنْ يكونَ نفقةُ الحجِّ من كسب حلالٍ؛ لأَنَّ النَّفقةَ عليها مدارٌ عظيمٌ في حياة المسلم، ولا سيَّما في الحجِّ، بل وَرَدَ أَنَّ الإنْسانَ إِذا حجَّ من مالٍ طيِّبٍ أَنَّه يُنادِي منادٍ: «زَادُكَ حَلاَلٌ، ورَاحِلَتُكَ حَلاَلٌ، وحَجُّكَ مَبْرُورٌ» وعلى من كان حجَّ من مالٍ خبيثٍ فإِنَّه يُنادِى: «لاَ لَبَّيْكَ ولاَ سَعَدَيْكَ، زَادُكَ حَرَامٌ، ونَفَقَتُكَ حَرَامٌ، وحَجُّكَ مَأْزُورٌ غَيْرُ مَأْجُورٌ»، أَوْ ما هذا معناه.

فمن علامات الحجِّ المبرورِ أَنْ يكونَ من نفقةٍ طيِّبةٍ وكسبٍ حلالٍ، ومن علامات الحجِّ المبرورِ: أَنْ يُوفَّقَ الإِنْسانُ فيه لأَداءِ مناسكِه على الوجهِ المشروعِ وعلى الوجه المطلوبِ من غيرِ تقصيرٍ فيها، وأَنْ يتجنَّبَ ما نهاه اللهُ عنه في أَعْمال الحجِّ.

ومن علامات الحجِّ المبرورِ: أَنْ يرجعَ صاحبُه أَحْسنَ حالاً في دِيْنِه ممَّا كان قبل ذلك، بأَنْ يرجعَ تائِبًا إِلى الله سبحانه وتعالى، مستقيمًا على طاعته، ويستمرُّ على هذه الحالةِ، فيكون الحجُّ منطلقًا له إِلى الخير منبِّهًا له إِلى تصحيح مسارِه في حياته.

حُكْمُ من يعتقد أَنَّ زيارةَ المسجدِ النَّبويِّ ضرورةً

شرعيَّةً حتَّى يكتملَ حجُّه

س679- ما رَأْيُكم فيما يعتقد البعضُ أَنَّ زيارةَ المسجدِ النَّبويِّ ضرورةً شرعيَّةً حتى يكتمل حجُّه؟


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1773)، ومسلم رقم (1349).