ولكنِّي في
العام الماضي أَدَّيتُ فريضةَ الحجِّ؛ فهل تُكفّر عمَّا فاتني من صومٍ وصلاةٍ؟ وإِنْ
كانت لا تُكفِّر؛ فماذا عليَّ أَنْ أَفْعَلَه الآن؟ أَرْشدونا وفَّقكم الله.
*
تركُ الصَّلاة متعمِّدًا خطيرٌ جدًّا؛ لأَنَّ الصَّلاةَ هي الرُّكنُ الثَّاني من أَرْكان
الإِسْلام، وإِذا تَرَكَها المسلمُ متعمِّدًا؛ فإِنَّ ذلك كُفْرٌ؛ كما قال النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ»
([1]).
وقال
النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ،
فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2]).
واللهُ
تعالى يقول في الكفَّار: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ
فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 5]
ويقولُ
عن أَهْل النَّار: ﴿مَا
سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ﴾
[المدثر: 42- 44] إِلى غير ذلك من النُّصوص التي تدلُّ على كُفْرِ تاركِ الصَّلاة،
وإِنْ لم يجحدْ وجوبَها، وهو الصَّحيحُ من قوليْ العلماءِ.
فما
ذكرتَ من أَنَّكَ تركتَها متعمِّدًا مدَّة أَرْبعِ سنواتٍ؛ هذا يقتضي الكُفْرَ، ولكنْ
إِذا تُبْتَ إِلى الله عز وجل توبةً صحيحةً، وحافظتَ على الصَّلاة في مستقبل حياتك؛
فإِنَّ اللهَ يَمْحُو ما كان من ذي قبلُ، والتَّوبةُ الصَّادقةُ تَجُبُّ ما قبلها.
* أَمَّا الحجُّ؛ فلا يكفِّرُ تركَ الصَّلاة ولا تركَ الصِّيام؛ لأَنَّ هذه كبائِرُ موبقةٌ لا يكفِّرها الحجُّ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (82).