* ثمَّ عليه أَنْ يختارَ النَّفقةَ الطيِّبةَ لحجِّه وعُمْرَتِه؛
لأَنَّ المسلمَ مطلوبٌ منه أَنْ يتجنَّبَ المحرَّماتِ من الأَطْعِمةِ والأَشْرِبةِ
والمكاسبِ الخبيثةِ:
لقوله
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ
لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾
[البقرة: 172].
وقال
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ
بِهِ الْمُرْسَلِينَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ
صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ﴾
[المؤمنون: 51]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ﴾
[البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ
يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ
حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَه؟!»
([1]).
وهذا
في كلِّ سفرٍ، لا سيَّما سفرُ الحجِّ والعُمْرة؛ فهو أَحْرى بأَنْ يكونَ خاليًا من
النَّفقة من الكسبِ الحرامِ والمأْكلِ الحرامِ، وهو إِذا أَدَّى حجَّه وعُمْرَتَه بمكسبٍ
حرامٍ لا يُستجابُ له دُعاءٌ، ولا يصحُّ منه حجٌّ ولا عُمْرةٌ.
ولهذا
يقول الشَّاعر:
إِذا حَجَجْتَ بمالٍ أَصْلُه سُحتٌ*** فما حَجَجْتَ ولكن حجّتِ العَيْرُ
ما يقبلُ اللهُ إلاَّ كلُّ صالحـةٍ*** ما كلٌّ مِن حجَّ بيتِ اللهِ مَبْرُورُ
فعلى
المسلم أَنْ يعرفَ ذلك، وعليه أَنْ يُؤْمِنَ للحقوق المطلوبةِ منه ما يكفيها:
* إِذا كان عليه دُيُونٌ؛ فلابدَّ أَنْ يكونَ قد وفَّر لهذه الدُّيون سدادًا؛ فلا يجوز أَنْ يحجَّ وعليه دُيونٌ ليس عنده وفاءٌ لها؛ فقضاءُ الدُّيون
([1])أخرجه: مسلم رقم (1015).