×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

* يجب على الإِنْسان الذي يريد الحجَّ لأَوَّلِ مرَّةً أَنْ يُؤَدِّيَ الحجَّ على الوجهِ المشروعِ، وأَنْ يصحبَ أُناسًا من أَهْلِ الخيرِ يعينونه على طاعة الله ويبصرونه بمناسك الحجِّ إِذا كان يجهلها؛ لأَنَّ الذي يَحُجُّ لأَوَّلِ مرَّةً يخفى عليه بعضَ أَعْمال الحجِّ أَوْ غالبها، فهو بحاجةٍ إِلى من يبيِّن له، فيختار من الرُّفْقَةِ من يكون صالحًا لذلك.

ما يجب على من ينوي الحجَّ والعُمْرةَ

س564- ماذا ينبغي على من ينوي الحجَّ والعُمْرَةَ، وما يجب عليه؟

* لا شكَّ أَنَّ الحجَّ والعُمْرةَ من أَفْضلِ العبادات، والحجُّ والعُمْرةُ رُكْنٌ من أَرْكان الإِسْلام مرَّةً واحدةً في العُمْر في حقِّ المستطيع، وما زاد على ذلك؛ فهو تطوُّعٌ من أَفْضلِ أَنْواع التَّطوُّع.

* وينبغي لمن عزم على الحجِّ والعُمْرةِ: أَنْ يستقبلَ ذلك بتوبةٍ صادقةٍ ممَّا سبق من ذنوبه وسيِّئَاتِه ليُؤَدِّيَ هذا النُّسُكُ وهو على أَحْسنِ حالٍ، وإِنْ كان واجبًا على المسلم في الحقيقة أَنْ يتوبَ إِلى الله سبحانه وتعالى في كلِّ أُمورِه وفي كلِّ حالاتِه، ولكنَّه يتأَكَّد عليه ذلك في استقبالِ المواسمِ العظيمةِ؛ كمَوسِمِ الحجِّ، وشهرِ رَمَضَانَ، وغيرُ ذلك من مواسم العبادة.

* وعلى من يريد الحجَّ والعُمْرةَ: أَنْ يُخْلِصَ النِّيَّةَ لله سبحانه وتعالى في أَداءِ حجِّه وعُمْرتِه؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ[البقرة: 196]؛ هذا أَمْرٌ بإِكْمال مناسكِهما على الوجهِ المشروعِ، خالصين لوَجْه الله، لا يكون فيهما رِياءٌ ولا سُمْعَةٌ ولا قصدٌ من مقاصد الدُّنْيا، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).