وللتِّرْمِذِيِّ
وحسَّنه عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي
بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا
لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»([1]).
****
أَنَس: هو أَنَسُ بْنُ
مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ الأْنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، خادمُ رَسُول الله، صلى
الله عليه وسلم، خدمَه عشْرَ سنين، وقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
أَكْثِرْ مَالَهُ وَولَدَهُ وَأدْخِلْهُ الْجَنَّةَ»([2]). مات سنة 92هـ وقيل
سنة 93هـ وقد جاوز المائة.
وللتِّرْمِذِيِّ
وحسَّنه: أيْ وروى التِّرْمِذِيُّ في سُنَنِه الحديثَ المذكورَ، وحسَّن إسناده.
«قُرَاب»: بضم القاف وقيل
بكسرها، والضَّم أشهر: وهو مَلْؤها أو ما يُقارب مَلأْها.
«ثُمَّ لَقِيتَنِي
لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا»: أيْ ثمَّ مُتَّ حال كونك سالمًا من الشِّرك، وهذَا
شرطٌ في الوَعْد بحصول المغفرة.
«مَغْفِرَةً»: الغُفْر:
السِّتْر، وشرعًا: تجاوزُ اللهِ عن خطايا وذنوبِ عباده.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن ربِّه عز وجل أنَّه يُخاطِب عباده ويُبيِّن لهم سَعَة فضله، ورحمتِه، وأنَّه يغفر الذُّنوب مهما كثُرت ما دامت دون الشِّرْك، وهذَا الحديثُ مِثْلُ قَوْلِه تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3534)، والدارمي رقم (2791)، وأحمد رقم (21472).