بابُ:
الخوف من الشِّرْك
وقَوْلُ الله عز
وجل: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن
يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48، 116].
وقال الْخَلِيلُ عليه السلام:
﴿وَٱجۡنُبۡنِي
وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبراهيم: 35].
****
مُناسَبة الباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ
المُصنِّف رحمه الله لمَّا ذكر التَّوحيد وفضلَه وتحقيقَه ناسب أنْ يذكر الخوفَ من
ضِدِّه وهو الشِّرْك؛ ليحذَرَه المُؤمن ويخافَه على نفسه.
«الخَوْفُ»: توقُّع مكروهٍ،
وهو ضِدُّ الأمْن.
«الشِّرْكُ»: صَرْف
شيءٍ من العبَادة لغير الله.
﴿لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ﴾: أيْ لا يعفو عن
عبدٍ لقيَه وهو يعْبُد غيرَه.
﴿وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ﴾: أيْ يغفر ما دون
الشِّرْك من الذُّنوب.
﴿لِمَن يَشَآءُۚ﴾: أيْ لمن يشاء المغفرة له من عِبادِه حَسَب فضلِه، وحِكْمتِه.
«الْخَلِيلُ»: الذي بلغ أعلى
درجات المحبَّة، والمراد به إِبْرَاهِيمُ عليه السلام الذي اتخذه الله خليلاً.
﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ﴾: اجعلني وإيَّاهم في جانبٍ وحيِّزٍ بعيدٍ عن ذلك.
﴿ٱلۡأَصۡنَامَ﴾: جمع صَنَمٍ وهو ما
كان منحوتًا على صورة البَشَر أو صورةِ أيِّ حَيَوانٍ.
المَعْنى الإْجْماليُّ للآية الأولى: أنَّ الله - سبحانه - يُخبر خبرًا
الصفحة 1 / 381