بابُ: مَا
جَاءَ فيمَنْ لمْ يَقْنَعْ بالحَلِفِ بالله
عن ابنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لاَ تَحْلِفُوا
بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ
فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ، فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ»([1]). رواه ابنُ
مَاجَه بسندٍ حسنٍ.
****
مُناسَبة هذَا
الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ عدمَ الرِّضا بالحَلِف بالله يُنافي كمال
التَّوحيد؛ لدلالته على قلَّة تعظيم الرَّبِّ جل جلاله.
«ما جَاءَ فِيمَن...
إلخ»: أيْ: مِن الوعيد.
الحَلِف: القَسَم.
«لا تحْلِفُوا
بآبائِكُم»: نهْيٌ عن القَسَم بالآباء؛ لأنَّه هو المعروف عندهم، ولا مفهوم له؛
لتقدُّم النَّهْي عن القَسَم بغير الله مطلقًا.
«فَلْيَصْدُق»: أيْ:
وُجوبًا؛ تعظيمًا لليمين بالله؛ لأنَّ الصِّدْق واجبٌ ولو لم يحْلِفْ بالله فكيف
إذا حَلَف به.
«فَلْيَرْضَ»: أيْ:
وُجوبًا تعظيمًا لليمين بالله، وهذَا عامٌ في الدَّعاوَى وغيرِها.
«فَلَيسَ مِنَ
اللهِ»: هذَا وعيدٌ، أيْ: فقدْ بَرِئَ الله ُمنه.
مَعْنى الحديث
إجْمالاً: ينهى صلى الله عليه وسلم عن الحَلِف بالآباء؛ لأنَّ الحَلِف
تعظيمٌ للمحلوف به، والتَّعظيم حقٌّ لله سبحانه، ثم يأمُر مَن حَلَف بالله أن يكون صادقًا فيما يحلِف عليه؛ لأنَّ الصِّدقَ ممَّا أوجبه الله على
الصفحة 1 / 381