×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: النَّهْيِ عنْ سبِّ الرِّيح

عن أُبَيِّ بنِ كَعَبٍ رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ»([1]) صحَّحه التِّرْمِذِيُّ.

*****

  مُنَاسَبة هذَا الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ سبَّ الرِّيح سبٌّ لمدبِّرها، وهو الله تعالى؛ لأنَّها تجري بأمْره، فسبُّها مُخِلٌّ بالتَّوحيد.

التَّراجم: أُبَيُّ: هو أُبَيُّ بنُ كَعَبِ بنِ قَيْسٍ الأنْصارِيُّ، سيِّدُ القُرَّاء، شَهِد العَقَبَةَ وبَدْرًا والمشاهِدَ كلَّها، قيل: مات في خلافة عُمَرَ، وقيل: في خلافة عُثْمَانَ سنة 30هـ رضي الله عنه.

«لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ»: أيْ: لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضررٍ بسببها.

«فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ»: أيْ: مِن الرِّيح إمَّا شِدَّةَ حرِّهَا أو بردِها أو قُوَّتَها.

«فَقُولُوا اللَّهُمَّ... إلخ»: رجوعٌ إِلى خالقها ومدبِّرِها بسؤاله خيرَها

ودفْعَ شرِّها.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يَنْهَى صلى الله عليه وسلم عن سبِّ الرِّيح؛ لأنَّها مخلوقةٌ مأمورةٌ من الله، فسبُّها سبٌّ لله وتسخُّطٌ لقضائه، ثُمَّ أرْشَدَ صلى الله عليه وسلم إِلى


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2253)، وابن ماجه رقم (3727)، وأحمد رقم (21137).