بابُ: من
حقَّق التَّوحيد دَخَل الجَنَّة بغير حسابٍ
وقَوْلُ الله
تعالى: ﴿إِنَّ
إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [النحل: 120].
وقال: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا
يُشۡرِكُونَ﴾ [المؤمنون: 59].
****
مُناسَبة الباب لكتاب التَّوحيد: إنَّ
المُصنِّف رحمه الله لمَّا ذَكَر التَّوحيد وفضلَه ناسَب أن يذْكُرَ بيانَ تحقيقه،
لأنه لا يحصل كمالُ فضلِه إلاَّ بكمال تحقيقه.
«حَقَّقَ
التَّوحِيدَ»: أي خلَّصه وصفَّاه من شوائب الشِّرْك والبِدَع والمعاصي.
«بِغَيرِ حِسابٍ»: أي لا مُحاسبةَ
عليه.
﴿ أُمَّةٗ﴾: أيْ قُدْوةً،
وإمامًا مُعلِّمًا للخير.
﴿قَانِتٗا﴾: القُنُوت دوام الطَّاعة.
﴿حَنِيفٗا﴾: الحَنِيفُ المُقْبِل على الله، المُعْرِض عن كلِّ ما
سواه.
﴿وَلَمۡ يَكُ﴾: أصلُها يَكُنْ، حُذفت النُّون تخفيفًا.
﴿مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾: أيْ قد فارق المُشرِكين بالقلْب واللِّسانِ والبَدَنِ، وأنكَرَ ما كانوا
عليه.
﴿وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا
يُشۡرِكُونَ﴾: لاَ يَعْبُدون معه
غيرَه.
الصفحة 1 / 381