×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: قَوْلِ الله تعالى: ﴿أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ * وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ [الأعراف: 191- 192].

****

مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ المُصنِّف رحمه الله بيَّنَ فيه الأدلَّة على بطلان الشِّرْك وبيانَ حال المُدْعَوْنَ مِنْ دون الله، وفي ذلك تقريرٌ للتَّوحيد بالبراهين القاطعةِ.

﴿أَيُشۡرِكُونَ: استفهامُ إنكارٍ وتوبيخٍ على مَنْ يشرك في العبَادة مع الله.

﴿مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡ‍ٔٗا: أي مخلوقات لا تقْدِر على الخَلْق وليس فيها ما تستحقُّ به العبَادة.

﴿وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ: أيْ وهَؤُلاءِ المعبودون مخلوقون مُحدَثُون، والمخلوق لا يكون شريكًا للخالق.

﴿وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا: أي وهَؤُلاءِ المعبودون لا يقْدِرون على نصر عابديهم.

﴿وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ: أيْ ولا يقْدِرون على أن يدفعوا عن أنفسهم مَنْ أراد بهم ضُرًّا فكيف يدفعونه عن غيرهم.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يُوَبِّخُ الله سبحانه وتعالى المشركين بأنَّهم يعبُدون معه معبوداتٍ لا تخلُقُ شيئًا، وليس فيها ما تستحقُّ العبَادة به، ولا تدفع الضُّرَّ عمَّن دعاها، بل ولا تدفعه عن أَنْفُسِها، وإذا كانت هذِه حالتهم بطلت دعوتهم؛ لأنَّ المخلوق لا يكون شريكًا للخالق، والعاجز لا يكون شريكًا للقادر الذي لا يُعجِزُهُ شيءٌ.


الشرح