×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: قولِ: مَا شَاءَ اللهُ وشِئْتَ

عن قُتَيلَةَ: أنَّ يَهُودِيًا أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ؟ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا: «وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَأَنْ يَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شِئْتَ».([1]) رواه النَّسَّائِيُّ وصحَّحه.

****

  مُناسَبة هذَا البابِ لكتاب التَّوحيد: أنَّ هذَا الباب داخلٌ في بابِ قولِ الله تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ[البقرة: 22] وقد سبق بيانُ مناسبته.

التَّراجم: قُتَيْلَة: بضمِّ القاف وفتح التَّاء مُصغَّرًا بِنْتُ صَيْفيِّ الجُهنيَّة، صحابيَّةٌ رضي الله عنها.

«قَول: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ»: أيْ: ما حُكْم التَّكلُّم بذلك؟ هل يجوز أم لا؟ وإذا كان لا يجوز فهل هو شِرْكٌ أو لا؟

«تُشْرِكُون»: أيْ: الشِّرْكُ الأصْغرُ.

«ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ»: وهذَا فيه تشريكٌ في مشيئة الله.

«وتقُولُون: والْكَعبَةِ»: وهذَا قَسَمٌ بغير الله.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: ذَكَر هذَا اليَهُودِيُّ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ بعضَ المسلمين يقع في الشِّرْك الأصغرِ حينما تصدر منه هذِه الألفاظ التي ذكرَها، فأقرَّه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على اعتبارها مِن الشِّرْك، وأرْشَدَ إِلى استعمال


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (3773)، وابن ماجه رقم (2118)، وأحمد رقم (27093).