×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: قولِ اللهِ تعالى:

﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175]

****

مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّه لمَّا كان الخوف مِن أجمع أنواع العبَادة التي يجب إخلاصُها لله تعالى نبَّه المُصنِّف بهذَا الباب على وجوب إخلاصه لله.

﴿إِنَّمَا : أداةُ حصْرٍ.

﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ: عَلَمٌ على إبْلِيسَ اللَّعِينِ.

﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُ: أيْ: يُخوِّفُكُم بأوليائه ويُوهِمُكُم أنَّهم ذوو بأسٍ شديدٍ.

﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ: أيْ: لا تخافوا أولياءه الذين خوَّفَكم إيَّاهم.

﴿وَخَافُونِ إِ: فلا تخالفوا أمري.

﴿إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ: لأنَّ الإيمان يقتضي أن تُؤْثِروا خوفَ اللهِ على خوف النَّاس.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يُخبِر - تعالى - أنَّ مِن كيْدِ عدوِّ الله أنَّه يُخوِّف المؤمنين من جُنْدِهِ وأوليائِه؛ لئلا يجاهدوهم ولا يأمروهم بالمعروف ولا ينهَوْهُم عن مُنكَرٍ. ونهانا أن نخافَهُم، وأمَرَنا أن نخافَه وحْدَه؛ لأنَّ هذَا هو مقتضى الإيمان، فكلَّما قوِيَ إيمانُ العبد زال خوفُ أولياء الشَّيطان مِن قلبه، وكلَّما ضَعُف إيمانُه قَوِيَ خوفُهُ منهم.


الشرح