×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابٌ: مِنَ الشِّرْكِ إرادةُ الإِنسَان بعملِهِ الدُّنيا

وقولُ اللهِ تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ الآيتين.

*****

الآية الثَّانية قولُهُ تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [هود: 15- 16].

مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: بيانُ أنَّ العملَ لأجْل الدُّنْيا شِرْكٌ، يُنافي كمالَ التَّوحيد، ويُحْبِط العملَ، ويفترق عن الباب الذي قبْلَه أنَّ هذَا عَمِلَ لأجْل دُنْيًا يصيبُها والمُرائي عَمِلَ لأجْل المَدْح فقط.

﴿يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا: أيْ: يريد بعمله ثوابَ الدُّنْيا ومالَها.

﴿نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ: نُوفِّر لهم ثوابَ أعمالهم بالصِّحة والسُّرُورِ بالأهْل والمالِ والولدِ.

﴿لَا يُبۡخَسُونَ: لا يُنقصون.

﴿لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ: لأنَّهم لم يعملوا إلاَّ للحياة الدُّنْيا.

﴿وَحَبِطَ: بطُل.

﴿مَا صَنَعُواْ فِيهَا: في الآخرة فلم يكن لهم ثوابٌ عليه؛ لأنَّهم لم يُريدوا به الآخرةَ.

مَعْنى الآْيتين إجْمالاً: أنَّ مَن كانت الدُّنْيا همُّه وطَلَبَتُه فنَوَاهَا بأعماله ولم يَلْتَفِتْ للآخرة جَازَاهُ اللهُ بحَسَنَاتِه في الدُّنْيا إن شاء - تعالى - كما في الآْية الأُْخرى ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ الآية [الإسراء: 18] ثُمَّ يُفْضِي إِلى الآخرة وليس له حسنةٌ يُعطَى بها جزاءٌ.


الشرح