بابٌ: من
الشِّرْكِ لُبْسُ الحَلْقةِ
والخيطِ
ونحوِهما لرَفْعِ البلاءِ أو دفْعِهِ
وقَوْلُ اللهِ
تعالى: ﴿قُلۡ
أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ
هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ
مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ
ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر: 38].
*****
مُناسَبة هذَا البابِ لكتاب التَّوحيد:
أنَّه يتضمَّن ذِكْرَ شيءٍ مما يُضادُّ التَّوحيد، وهو الْتِماسُ رفْعِ الضُّرِّ
أو دفْعِه من غير الله للتَّحذير منه، فإنَّ التَّوحيد يُعرَفُ بِضِدِّه.
«مِن الشِّرْك»: مِنْ تبعيضيَّةٌ:
أيْ مِن الشِّرْك الأكْبرِ إنْ اعتقد أنَّ هذِه الأشياءَ تنفع أوْ تضرُّ بذاتها،
أوْ من الشِّرْك الأصْغرِ إنْ اعتقد أنَّها سببٌ للنَّفْع والضُّرِّ.
«الحَلْقَة»: كُلُّ شيءٍ
مُستديرٍ.
«ونَحْوِهما»: من كُلِّ ما
يُلبَس أو يُعلَّق لهذَا الغرْضِ.
«رَفْعُ البَلاء»: إزالتُه بعد
نزوله.
«ودَفْعِه»: منعه قبل نزوله.
﴿أَفَرَءَيۡتُم﴾: أخبروني.
﴿مَّا تَدۡعُونَ﴾: تسألونه جلْبَ الخيرِ ودفْعَ الضُّرِّ.
﴿مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾: غيرِه من الأنْداد والآلهةِ.
﴿بِضُرٍّ﴾: بمرضٍ أو فَقرٍ أو بلاءٍ أو شِدَّةٍ.
﴿هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ﴾: أيْ لا تَقْدِر
على ذلك.
الصفحة 1 / 381