بابُ:
قولِ الله تعالى:﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ
ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ
أَسۡمَٰٓئِهِۦ﴾ الآية
ذكر ابنُ أَبِي
حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ: ﴿يُلۡحِدُونَ
فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦ﴾ [الأعراف: 180]: «يُشرِكون». وعنه: «سَمَّوا
اللاَّتَ مِنَ الإلهِ، والعُزَّى مِنَ العزيزِ» وعن الأعمش: «يُدْخِلونَ فيها ما
ليس منها».
*****
تمام الآية: ﴿سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
مُناسَبة هذَا
الْباب لكتاب التَّوحيد: أراد المُصنِّف رحمه الله بهذَا الباب الرَّدَّ على مَن
يتوسَّل إِلى الله بالأموات، وأنَّ المشروعَ التَّوسُّل إِلى الله بأسمائه الحسنى
وصفاته العليا.
التَّراجم: الأَعْمَشُ هو:
سُلَيمَانُ بنُ مَهْرَانَ الكوفيُّ الفقيهُ، ثِقةٌ حافظٌ ورِعٌ، مات سنة 147هـ
رحمه الله.
﴿ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾: التي بلغت الغايةَ
في الحُسْن، فليس في الأسماء أحسنُ منها وأكملُ، ولا يقوم غيرُها مقامَها.
﴿فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾: أيْ: اسألوه وتوسَّلوا إليه بها.
﴿وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ﴾: أيْ: اترُكوهم وأعرِضوا عن مجادَلتِهم.
﴿يُلۡحِدُونَ ﴾: الإلْحَادُ:
المَيْل، أيْ: يميلون بها عن الصَّواب؛ إمَّا بجَحْدِها، أو جحْدِ معانيها، أو
جعلِها أسماءَ لبعض المخلوقات.
﴿يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦ﴾: أي: يُشرِكُون غيرَه في أسمائه كتسميتهم الصَّنَم إلهًا.
الصفحة 1 / 381