بابُ:
قولِ اللهِ تعالى: ﴿وَعَلَى
ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المائدة: 23].
****
مُناسَبة الْباب
لكتاب التَّوحيد: أراد المصنف بهذَا الباب بيانَ أنَّ التَّوكُّل فريضةٌ يجب إخلاصُه لله؛
لأنَّه مِن أفضل العبَادة وأعلى مقامات التَّوحيد.
﴿وَعَلَى ٱللَّهِ﴾: أي: لا على غيره.
﴿ فَتَوَكَّلُوٓاْ﴾: اعتمِدوا عليه
وفوِّضوا أموركم إليه.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْية: يذكر - تعالى - أنَّ مُوسَى عليه السلام أَمَرَ قومَه
أن يدخلوا الأرضَ المُقدَّسةَ التي كتبها اللهُ لهم، ولا يرتدُّوا على أدبارهم
خوفًا من الجبَّارين، بل يمضوا قُدُمًا، لا يَهابونهم ولا يخشونهم، مُتوكِّلين على
الله في هزيمتهم، مُصدِّقين بصِحَّةِ وعْدِهِ لهم إن كانوا مؤمنين.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- وجوبُ التَّوكُّل
على الله وحْدَه سبحانه، وأنَّ صرْف التَّوكُّل لغير الله شِرْكٌ؛ لأنَّه عبَادة.
2- أنَّ التَّوكُّلَ على الله شرطٌ في صِحَّة الإيمان ينتفي الإيمان عند انتفائه.
الصفحة 1 / 381
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد