بابُ: ما
جاءَ أنَّ سببَ كُفْرِ بني آدمَ وترْكِهِم دينَهمْ هُوَ الغُلُوُّ في الصَّالحين
وقَوْلُ الله عز
وجل: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا
تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ [النساء: 171].
****
مُناسَبة الْباب
لكتاب التَّوحيد: أنَّ المُصَنِّف رحمه الله لمَّا بيَّن بعضَ ما يفعله عُبَّادُ القُبور
مع الأموات مِن الشِّرْك المُضادِّ للتَّوحيد أراد في هذَا الباب أن يُبيِّن
السَّبب في ذلك ليُحْذَر ويُجْتَنَب وهو الغُلُوُّ في الصَّالحين.
ما جَاءَ: أيْ: مِن الأدِلَّة.
«تَرْكِهِم»: بالجرِّ عطفًا على
المُضاف إليه «كُفْر».
«الغُلُوُّ»: هو: مُجاوزة
الحدِّ، والإفراطُ في التَّعظيم بالقول والاعتقاد، وتعدِّي ما أمر الله - تعالى -
به.
«في الصَّالِحِين»: مِن الأنبياء
والأولياءِ وغيرِهم.
﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ﴾: هم اليَهُودُ
والنَّصَارَى.
﴿لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾: لاَ تَتَعدُّوا ما
حدَّد الله لكم، فَغَلا النَّصَارَى في المَسِيحِ، وغَلاَ اليَهُودُ في عُزَيْز.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يَنهَى اللهُ اليَهُودَ والنَّصَارَى عن تعدِّي ما حدَّد الله لهم بأن لا يرفعوا المخلوقَ فوق منزلته التي أنزله الله وينزلوه المنزلةَ التي لا تنبغي إلاَّ لله.
الصفحة 1 / 381