بابُ: مَا
جَاءَ فِي الإِقْسَامِ عَلَى اللهِ
عن جُنْدَبِ بنِ عَبْدِ
اللهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ رَجُلٌ
وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، فَقَالَ اللهُ عز وجل: مَنْ ذَا الَّذِي
يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ؟! فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ
وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ»([1]) رواه مُسْلِمٌ.
وفي حديث أَبِي هُرَيرَةَ
أنَّ القائلَ رجلٌ عابدٌ.
قال أَبُو هُرَيرَةَ:
«تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ»([2]).
*****
مُناسَبة ذِكْر هذَا الْباب
في كتاب التَّوحيد: أنَّ الإقسامَ على الله إذا كان على وجه الحجْر على
الله فهو منافٍ للتَّوحيد؛ لأنَّه مِن سُوء الأدب مع الله تعالى.
«ما جَاءَ في
الإقْسَامِ عَلَى الله»: أي: مِن الأدلَّة على تحريم ذلك.
«مَنْ ذا الَّذِي؟»: استفهامُ إنكارٍ.
«يَتَألَّى عَلَيَّ»: أيْ: يحْلِفُ،
والأليَّة: بتشديد الياء: الحَلِف.
«أحْبَطْتُ
عَمَلَكَ»: أيْ: أهدرْتُه.
«أوْبَقَتْ»: أيْ: أهلكتْ.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على وجه التَّحذير مِن خَطَر اللِّسان أنَّ رجلاً حَلَف أنَّ الله لا يغفر لرجلٍ مُذْنِبٍ، فكأنَّه حَكَم
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2621).
الصفحة 1 / 381