بابُ:
الشَّفاعةِ
وقَوْلِ اللهِ
تعالى: ﴿وَأَنذِرۡ
بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن
دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ﴾ [الأنعام: 51].
****
مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّه لمَّا كان
المشركون يُبَرِّرُون ما هم عليه من الشِّرْك من دُعاء الملائكة والأنبياءِ
والأولياءِ، ويقولون نحن نعلم أنَّهم مخلوقون ولكنَّهم لهم جاهٌ عند الله فنحن
نُريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله، أراد المُصنِّف رحمه الله بهذَا البابِ إقامةَ
الحُجَج على أنَّ ذلك هو عَيْنُ الشِّرْك الذي نَهَى الله عنه، وأبطلَ كُلَّ
وسيلةٍ تُؤدِّي إليه.
«الشَّفَاعَةُ»: مصدر شَفَعَ بمعنى
ضمَّ الشَّيءَ إِلى مِثْله، تقول: شَفَعْتُ الشَّيءَ شفْعًا. بمعنى ضَمَمْتُه إِلى
الفرد. وشَفَع فيه أعانه في تحصيل مطْلبه ممَّن هو عنده.
﴿وَأَنذِرۡ﴾: الإنذار هو: الإعلام بموضع المخافة والتَّحذير منها.
﴿بِهِ﴾: أيْ: بالقرآن.
﴿خَافُونَ﴾: يخشون.
﴿أَن يُحۡشَرُوٓاْ﴾: يُجمعوا ويُبعثوا.
﴿لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا
شَفِيعٞ﴾: في موضع نصبٍ على الحال
أي؛ متخلِّين من كُلِّ وليٍّ ينصرهم وشفيعٍ يشفع لهم.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يقول - تعالى - لنَبِيِّه صلى الله عليه وسلم: خوِّفْ بالقرآن الذين يخشون ربَّهم من أصحاب القلوب الواعيةِ الذين يتذكَّرون الوقوف
الصفحة 1 / 381