بابُ: مَا
جاءَ في التَّنجيمِ
قال البُخَارِيُّ
في صحيحه: «قَالَ قَتَادَةُ: خَلَقَ اللهُ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلاَثٍ: جَعَلَهَا
زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلاَمَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا،
فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ أَخْطَأَ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ،
وَتَكَلَّفَ مَا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ»([1]) انتهى.
****
مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: لمَّا
كان بعض التَّنجيم باطلاً، لِمَا فيه من دعوى مُشاركة الله في علم الغيب، وتعلُّقِ
القلب بغير الله، ونسبةِ التَّصرُّف إِلى النُّجوم، وذلك يُنافي التَّوحيد، ناسب
أنْ يُعقد له بابٌ هنا يُبيِّن فيه الممنوع والجائزَ منه؛ ليكون المُسلِم على
بصيرةٍ من ذلك.
«ما جَاءَ في
التَّنْجِيم»: أيْ: ذِكْرُ ما يجوز منه وما لا يجوز منه، وذمُّه، وتحريمُه، وما ورد من
الوعيد فيه. والتَّنجيم هو: الاستدلال بالأحوال الفَلَكيَّة على الحوادث
الأرضيَّة، وهو ما يُسمَّى بعلم التَّأثير.
«قال البُخَارِيُّ
في صحيحه»: أيْ: تعليقًا.
«خَلَقَ اللهُ
النَّجُومَ لِثلاثٍ»: هذَا مأخوذٌ مِن القرآن الكريمِ.
«زِينةً للسَّماء»: إشارةٌ إِلى قولهِ تعالى: ﴿وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ﴾ [الملك: 5].
الصفحة 1 / 381