×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: لا يُستشفَعُ باللهِ على خَلْقِهِ

عن جُبَيرِ بنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: نُهِكَتِ الأَنْفُسُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ، وَبِكَ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ».

فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ! أَتَدْرِي مَا اللَّهُ؟، إِنَّ شَأْنَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ»([1]) وذَكَر الحديث. رواه أَبُودَاوُد.َ

*****

  مُناسَبة هذَا الْباب لكتاب التَّوحيد: بيانُ تحريمِ الاستشفاع بالله على خَلْقه؛ لأنَّه هضْمٌ للرُّبُوبِيَّة وقدحٌ في توحيد العبْد؛ لأنَّ الشَّافع يشفع عند مَن هو أعلى منه، والله - تعالى - مُنزَّه عن ذلك؛ لأنَّه لا أحد أعلى منه.

التَّراجم: جُبير هو: جُبَيرُ بْنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِ بْنِ نَوفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ، كان مِن أكابر قُرَيشٍ، أسلم قبل الفتح ومات سنة 57هـ رضي الله عنه.

«نُهِكَتْ»: بضم النُّون أيْ: جهدتْ وضعفتْ.

«فاسْتسْقِ لنا رَبَّكَ»: أيْ: اسْألْهُ أنَ يسقيَنا بأن ينزل المَطَر.

«نسْتَشْفَعُ بِاللهِ عَلَيكَ»: نجعله واسطةً إليك.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4726)، والبزار رقم (3432)، والطبراني في «الكبير» رقم (1547).