بابُ: مَا
جاءَ فِي النُّشْرَة
عن جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ النُّشْرَةِ، فَقَالَ: «هِيَ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ»([1]) رواه أَحْمَدُ
بسندٍ جيِّدٍ، وأَبُو دَاوُدَ، وقالَ: سُئِل أَحْمَدُ عنها فَقَالَ: ابنُ
مَسْعُودٍ يكرهُ هذَا كلَّه.
****
مُناسَبةُ الْباب
لكتاب التَّوحيد: لمَّا ذكر المُصنِّف حُكْمَ السِّحْر والكَهانةِ ذَكَر في هذَا البابِ ما
جاء في النُّشْرَة؛ لأنَّها قد تكون مِن قِبَل الشَّياطين والسَّحَرَة، فتكون
مُضادَّةً للتَّوحيد.
«النُّشْرَةُ»: نوعٌ من العِلاج
والرُّقْيَةِ، يُعالَج به مَن كان يظُنُّ أنَّ به مَسًّا مِن السِّحْر؛ سُمِّيَتْ
بذلك لأنَّها يُنشَر بها عنه ما خامَرَهُ من الدَّاء، أيْ: يُكشف ويُزال.
«سُئِل عن
النُّشْرَة»: أيْ: النُّشْرَة التي كان أهل الجاهليَّة يعملونها.
«هِيَ مِن عَمَلِ
الشَّيْطَانِ»: لأنَّهم ينشرون عن المسحور بأنواعٍ مِن السِّحْر واستخداماتٍ شيطانيَّةٍ.
«يَكْرَهُ هذَا كلَّه»: أي: النُّشْرَة
التي هي مِن عمل الشَّيطان.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن عِلاج المسحور على الطَّريقة التي كانت تعملها الجاهليَّةُ ما حُكْمُه فَأجَابَ صلى الله عليه وسلم بأنَّه مِن عَمَل الشَّيطان أو بواسطته؛ لأنَّه يكون بأنواعٍ سِحريَّةٍ واستخداماتٍ شيطانيَّةٍ، فهي شِرْكِيَّةٌ ومُحرَّمةٌ.
الصفحة 1 / 381