وفي البُخَارِيِّ
عنْ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ: رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ، أَوْ:
يُؤَخَّذُ عَنِ امْرَأَتِهِ، أَيُحَلُّ عَنْهُ أَوْ يُنَشَّرُ؟ قَالَ: «لاَ بَأْسَ
بِهِ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الإِصْلاَحَ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ
فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ».
ورُوي عن الحَسَنِ
أنَّه قال: لاَ يَحُلُّ السِّحْرَ إلاَّ سَاحِرٌ.
قال ابْنُ
القَيِّمِ: النُّشْرَةُ: حَلُّ السِّحْر عن المسحور، وهي نوعان:
حلٌّ بسِحْرٍ مِثْلِه،
وهو الذي مِن عَمَل الشَّيطان، وعليه يُحمَلُ قولُ الحَسَنِ، فيتقرَّب النَّاشِر
والمُنْتَشرُ إِلى الشَّيطان بما يُحِبُّ فيبطُل عَمَلُه عن المسحور.
والثَّاني:
النُّشْرَةُ بالرُّقْيَة والتَّعَوُّذاتِ والأدويةِ والدَّعَواتِ المُباحةِ، فهذَا
جائزٌ.
****
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّه دلَّ على تحريم النُّشْرَة التي هي مِن عَمَل الشَّيطان، وهي نُشرة
الجاهليَّة.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- النَّهْيُ عن
النُّشْرَة على الصِّفة التي تعملُها الجاهليَّةُ؛ لأنَّها سِحْرٌ، والسِّحْر
كُفْرٌ.
2- مشروعيَّةُ
سُؤالِ العلماء عمَّا أشكل حكمُه؛ حذرًا مِن الوقوع في المحذور.
ترجمة قَتادَة: هو ابنُ دُعَامَةَ
السَّدُوسِيُّ البَصريُّ، ثِقَةٌ، مِن أحفظ التَّابعين، مات سنة بِضْع عشرة ومائة.
«به طِبٌّ»: بكسر الطاء أي سِحْرٌ، كَنُّوا عنه بالطِّبِّ تفاؤلاً.